منتديات اجيال العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اجيال العراق



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما هو الأدب..؟ ـــ عبد الرحمن الخيّر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطائر الحزين
مشرف مميز
مشرف مميز
الطائر الحزين


عدد الرسائل : 75
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

ما هو الأدب..؟ ـــ عبد الرحمن الخيّر Empty
مُساهمةموضوع: ما هو الأدب..؟ ـــ عبد الرحمن الخيّر   ما هو الأدب..؟ ـــ عبد الرحمن الخيّر I_icon_minitimeالجمعة مارس 21, 2008 8:34 am

إنه لمن الصعب- كما يقول روبير إيسكاربيت- الإحاطة بمفهوم الأدب. فللفظة ذاكرة دلالية معقدة، وهي تحمل في الوقت نفسه ميراث استعمالاته القديمة. بينما المعاني التي توحي بها لفظة "أدب"، الآن، حديثة الظهور نسبياً.‏
ففي البدء، في القرن الثامن عشر، لم تكن تعني سوى (معرفة كتابة الحروف). ثم تطورت قليلاً في عصر فولتير لتدل على (علم الأدب، وثقافة الأديب وظروفه كلها)، المفهوم الذي ظل مستعملاً حتى نهاية القرن التاسع عشر، وقتما كانت الآداب الجميلة وحدها تمثل روح العصر، وقيمة المثل (كالحقيقة، والحق والخير، والجمال والسمو... الخ)، حتى أنها كتبت في جنسين فقط هما البلاغة والشعر، بينما قد عرفنا الأدب بشكله الفعلي، وقتما فرض النوع النثري (الرواية) نفسه...‏
[size=12]وللكاتب إيسكاربيت، رأيٌ هامٌ في هذه النقطة، وهو أن الأدب نتج عن توسيع الثقافة المكتوبة على الجماهير...‏
[size=12]وفي الحقيقة أن الفرق الأساسي بينها وبين الأدب هو أن الآداب الجميلة ذات أبعاد جمالية فقط، بينما الأدب فأبعاده اجتماعية وفكرية، نقدية وفلسفية، وسياسية وإنسانية، وربما دينية أيضاً ثم جمالية.‏
[size=12]في عام 1759 بدأ على يد ليسنغ الألماني Lessing أول تحول في مفهوم الأدب فأصبح يعني (الإنتاج الأدبي للسنوات الحديثة) أي أصبح الإبداع مقصوداً في ذلك.‏
[size=12]وفي عام 1770 ظهر للفظة استعمال آخر: فإذا استعملت مقرونة بصفة فهي تدل على مجموع الإنتاج الأدبي لبلد ما أو لفترة ما، وإذا استعملت وحدها فهي تدل على الإنتاج في حد ذاته.‏
[size=12]أما الانعطافة الكبيرة التي عرفها الأدب، جاءت عام 1800 نتيجة لكتاب (الأدب منظوراً إليه من علاقاته بالمؤسسات الاجتماعية) للمؤلفة دي ستاييل Destael، عندها فقط استعمل لفظ الأدب تقريباً كما يستعمل اليوم.‏
[size=12](ما هو الأدب؟) قضية أثارت المناقشات، وحبّرت أكبر وأهم الدراسات.‏
[size=12]فهي مسألة تتعدى الكتابة وتثبيت القول، ولربما كان حل لغزها في الإجابة على أسئلة سارتر:‏
[size=12]ما الكتابة؟‏
[size=12]لماذا نكتب؟‏
[size=12]ولمن نكتب؟‏
[size=12]أو لعل النظر إلى الأدب- كما يرى رولان بارت R. Barthe- باعتباره مثيلاً للغة، وشبيهاً بالثقافة يفي بالغرض.‏
[size=12]ففي حين يرى (جان بول سارتر) في كتابه (ما هو الأدب؟ 1948): "أننا نستطيع أن نلمس الأدب كتجربة أكثر منه كشيء... وأن هذه التجربة هي لقاء بين القراءة والكتابة.. فإن الجهد المتضافر الذي يبذلـه الكاتب والقارئ هو الذي يخرج هذا الشيء المحسوس والخيالي الذي هو أثر الفكر".‏
[size=12]يرى (رولان بارت) أنه بفضل العقد الخفي بين الكاتب والقارئ (ecriture)، نستطيع اعتبار الأدب مثيلاً للغة، لأنه يتكون من عبارات تعتبر كل منها علامة في نظام أدبي خاص، يسميه نظاماً من الدرجة الثانية (second order)، أي رموز لها دلالة مقصورة على معناها داخل العمل الفني.‏
[size=12]ومن جهة أخرى، يقول سارتر: "لقد أطلنا في رؤية اللغة من القفا، وقد آن أن ننظر إليها من وجهها: ... إن الكلمات ليست أولاً مواضيع، بل تسميات لمواضيع. وليس المهم ما إذا كانت ترضي أو لا ترضي في ذاتها، بل ما إذا كانت تدل على شيء معين من العالم أو من الفكر. وغالباً ما نجد أنفسنا مالكين لفكرة معينة أعلمنا بها بالكلمات، دون أن نستطيع تذكر كلمة واحدة من الكلمات التي نقلتها لنا... كما يقول فاليري: "عندما تمر الكلمة، كما تمر الشمس عبر الزجاج". عندما يكون المرء في خطر أو في أزمة، يمسك بأية أداة مهما كانت. وما أن يزول الخطر لا يعود المرء يذكر أكانت مطرقة أم عصا غليظة. وبالأصل، إنه لم يعرف ذلك أبداً ما إذا كان كل ما يلزمه هو استطالة لجسده، وسيلة ليمد يده حتى أعلى غصن. لقد كانت إصبعاً سادساً، ساقاً ثالثة، وباختصار كانت مجرد وظيفة محضة تمثلناها، وكذلك اللغة".‏
[size=12]أي أن اللغة نفعية في ماهيتها، لأن الكاتب يتعامل بالمعاني: فالبحث عن الحقيقة هو غاية الأدب، ويتم باللغة وعن طريقها باعتبارها نوعاً من الأداة.‏
[size=12]والأدب في رأي بارت، أيضاً، يشبه الثقافة. فالثقافة تصر على التطابق بين الدال والمدلول، أي بين الكلمة ومعناها، وعلى الإحالة الكاملة إلى المدلول. وهو ما يسميه بارت بميل الثقافة إلى إضفاء صفة الوضع الطبيعي (Naturalization) على العلاقة بين الكلمات والمعاني.‏
[size=12]ويقول في مقاله (نظرية النص):‏
[size=12]"إن الأدب شيء مكتمل، شيء يقبل العد والحساب (computable)، شيء يشغل حيزاً مادياً.. بينما النص مجال منهجي... والعمل الأدبي هو ما يوجد في أيدينا، والنص ما يوجد في اللغة. وإذا كان لنا أن نعرف العمل الأدبي بألفاظ تتخطى اللغة أي تتضمن اللغة فيما تتضمن، فإن النص يظل مقصوراً على اللغة وحدها. فهو ليس سوى لغة، وبعبارة أخرى: فنحن لا نستطيع أن نشعر بوجود النص إلا في الإنتاج وهو المغزى‏
[size=12](sygnificance).‏
[size=12]وهنا يتكلم (سارتر) في كتابه (ما هو الأدب؟) عن الأدب كتبليغ:‏
[size=12]"الكاتب "متكلم": فهو يعين، ويشير، ويأمر، ويرفض، ويستفهم، ويتضرع، ويهين، ويقنع، ويلمح. وإذا ما فعل ذلك في الفراغ.. فإنه... مجرد ناثر يتكلم كي لا يقول شيئاً".‏
[size=12](ما هو الأدب؟) سؤال دون جواب حتى هذا اليوم. آمل من نقادنا ومفكرينا الإجابة عليه من جديد، بينما هم يتابعون سيرورة الفكر، ملتزمين التحولات المعرفية، فيضيفوا للمكتبة العربية إنجازاً هاماً.‏
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما هو الأدب..؟ ـــ عبد الرحمن الخيّر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدب رابطة الأدب الإسلامي العالمية - ما هو الأدب الإسلامي
» نصوص في تاريخ الأدب العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اجيال العراق :: ~*¤ô§ô¤*~منتدى الادب~*¤ô§ô¤*~ :: "(¯`·._.·(منتـــــــــدى الادب)·._.·´¯)"-
انتقل الى: