وَقَفتُ يأسُرُ جفني سحرُها النَضِرُ
|
|
| سحرٌ تجَلّت به الأخلاق والغِيرُ
|
وَغصْتُ بين الرؤى والشكِ أسألها
|
|
| أين التي أخلفتْ بالوعدِ تعتذرُ؟
|
تشاغَلَتْ يا ترى؟ أم أنها نسيت؟
|
|
| قلباً تهدهدهُ الآهاتُ والذِّكر
|
وحرتُ في وقفتي والليلُ منسدلُ
|
|
| حولي كأنَّ بهاءَ الكونِ ينحسر
|
تَغَلْغَلَتْ في عروقي الريحُ ساريةً
|
|
| وصرتُ أحبسُ أنفاسي وأنتظر
|
وأطردُ الشكَّ من فكري فيدفعني
|
|
| إلى الغناءِ فتجلو حُزنِيَ الصور
|
لمحتُ صورَتها في ألف نرجسةٍ
|
|
| وكل واحدةٍ بالحسنِ تأتزرُ
|
وشقَّ صَمْتَ المسا وجهٌ رأيتُ بهِ
|
|
| نورَ الثريا من الآفاقِ ينحدرُ
|
وأقبلت مثل من ترمي بمشيتها
|
|
| أحزانَ قلبٍ كواهُ الصبرُ والسهرُ
|
أخذتها بين أحضاني مُعَانِقةً
|
|
| طالَ الوقوفُ وهانَ الخوفُ والحذر
|
وكم تمنَيِّت لو كَفِّي فرشتُ لها
|
|
| تغفو لماماً فيندى الفلُّ والزهرُ
|
لمحتُ من هدبِ عينيها دموعَ هوىً
|
|
| وكادَ يبكي علينا العشبُ والحجر
|
يا شعرها اللامع المضفور يسحرني
|
|
| لما الريّاحُ تناغيه فينتشر
|
فيغمر الوجهَ تَيَّاهاً بنضرتهِ
|
|
| وجيدها في لفيف الشعر يستتر
|
مَالتْ على كتفي نشوى مُدَلَّهَةً
|
|
| وفي الشفاهِ لهيبُ الشوقِ يستعرُ
|
هامتْ تُقَبِلُني في لَهفةٍ وسَرتْ
|
|
| أنفاسها في أديم الوجهِ تنتشر
|
ضَمَمْتُها بين أحضاني وقلتُ لها
|
|
| غيبي بجفني فأنتِ الروحُ والعُمُر
|
وليس يبعدنا عن بعضنا قدرٌ
|
|
| فالحبُ في شرعةِ الدنيا هو القدر
|
وأقفلت نحو بابِ الدارِ عائدةً
|
|
| خوفَ الرقيبِ وخوفَ الناسِ إن عبروا
|
غامتْ بعينيَّ أمواجُ السنا وبدتْ
|
|
| دنيايَ سوداء لا نورٌ ولا قمر
|
ورحتُ أخطو إلى باب الهوى كلفاً
|
|
| ما همني الناسُ لو في أمرنا شعروا
|
وقفتُ وحدي ببابِ الدارِ مُلتهفاً
|
|
| وكمْ دُهِشتُ فلا ظلٌّ ولا أثر
|
حملتُ كلَّ جراحي وهيَ دامية
|
|
| غاب الضياءُ وضجَّ الطيرُ والشجر
|
وعدتُ مثل غريبٍ راعه طللٌ
|
|
| يبكي هواهُ ودمعُ العينِ ينهمر |